مأزق البلاستيك في الفلبين: أزمة وفرصة مكشوفة

مأزق البلاستيك في الفلبين: أزمة وفرصة مكشوفة

في دراسة كشفت عنها منظمة Utility Bidder، وهي منظمة مستقلة مقرها المملكة المتحدة، تم تحديد الفلبين باعتبارها المساهم الرئيسي في النفايات البلاستيكية البحرية على مستوى العالم، حيث تدخل 350 ألف طن من البلاستيك إلى المحيط كل عام. وهذا لا يمثل تهديدًا بيئيًا كبيرًا فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على خسارة كبيرة في القيمة الاقتصادية، حيث يقدر البنك الدولي خسارة قدرها 781 طنًا في القيمة المادية لسلسلة توريد البلاستيك في البلاد، والتي تبلغ 1890 مليون طن سنويًا. علاوة على ذلك، تواجه الأمة فجوة قدرها 851 طنًا في إعادة التدوير القدرة، مما يشير إلى الحاجة الماسة إلى تطوير البنية التحتية لإدارة النفايات البلاستيكية.

فرصة في خضم الأزمة

بالنسبة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى المستقبل، تكشف هذه الأرقام المرعبة عن بصيص أمل: الفرصة لإنشاء بنى تحتية واسعة النطاق لإعادة تدوير البلاستيك. لا تعد مثل هذه المشاريع بعوائد مالية فحسب، بل إنها توفر أيضًا فرصة للمساهمة في حل قضية بيئية ملحة. من خلال إعادة معالجة النفايات البلاستيكية وتحويلها إلى مواد قيمة للتصنيع، يمكن لهذه المبادرات أن تساعد في التخفيف من الآثار السلبية لتلوث البلاستيك على البيئة والمجتمعات البشرية.

ريادة الاقتصاد الدائري

يكتسب مفهوم الاقتصاد الدائري، حيث لا يتم التخلص من النفايات فحسب، بل وإعادة استخدامها أيضًا في الاستخدام الإنتاجي، زخمًا في الفلبين. وتؤكد وزارة البيئة والموارد الطبيعية، بالشراكة مع شركة نستله الفلبينية، على هذا الالتزام من خلال استضافة "مؤتمر إعادة التدوير الوطني الفلبيني: الحلقة نحو إعادة التدوير والتعميم" في فبراير 2024. يهدف هذا الحدث إلى تعزيز الحوار بين المستثمرين وشركات إدارة النفايات والوكالات الحكومية حول التحديات والفرص في تعزيز قدرات إعادة التدوير في البلاد وتوافر مواد التعبئة والتغليف المعاد تدويرها.

المسؤولية الموسعة للمنتج (EPR): قفزة تشريعية

ينص قانون مسؤولية المنتج الممتدة، الذي صدر في عام 2022، على أن تتحمل الشركات، وخاصة تلك التي تزيد أصولها عن 100 مليون بيزو، المسؤولية عن النفايات البلاستيكية الناتجة عن منتجاتها حتى مرحلة ما بعد الاستهلاك. ويشمل ذلك الالتزامات بجمع النفايات البلاستيكية والالتزام بمتطلبات الإبلاغ المنتظمة، بهدف تعزيز روح الاقتصاد الدائري. وفي أعقاب ذلك، قادت وزارة البيئة والموارد الطبيعية وشركة نستله الفلبينية مناقشات المائدة المستديرة لتسهيل تبادل الأفكار والاستراتيجيات للامتثال لمتطلبات مسؤولية المنتج الممتدة، مع تسليط الضوء على الحاجة إلى الاستثمار المحلي في البنية التحتية لاستعادة النفايات وإعادة التدوير.

دمج القطاع غير الرسمي

تعتمد نسبة كبيرة من جهود إعادة التدوير في الفلبين تقليديًا على القطاع غير الرسمي. ويهدف المؤتمر القادم إلى التأكيد على أهمية دمج هؤلاء العمال في نظام إدارة النفايات الرسمي، وهو أمر بالغ الأهمية للتخفيف من حدة الفقر وتعزيز كفاءة إعادة التدوير. ستتناول لجان الخبراء وجلسات التفكير التصميمي في المؤتمر إمكانية إعادة تدوير العبوات البلاستيكية المرنة وإمكانية تحويلها، وخاصة إلى مواد صالحة للأكل.

خاتمة

تقف الفلبين عند مفترق طرق حرج، حيث تواجه تحديًا هائلاً في معركتها ضد النفايات البلاستيكية. ومع ذلك، تكمن في هذه الأزمة فرصة عميقة للابتكار والاستثمار والتعاون الدولي. من خلال تعزيز الاقتصاد الدائري، يمكن للأمة تحويل محنتها البلاستيكية إلى مسار نحو التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة والنمو الاقتصادي. يرمز مؤتمر إعادة التدوير الوطني القادم إلى خطوة محورية في هذه الرحلة، حيث يدعو أصحاب المصلحة من مختلف القطاعات للمساهمة في مستقبل أكثر استدامة ومرونة.

الأسئلة الشائعة:

س: ما هي أهمية المؤتمر الوطني لإعادة التدوير في الفلبين؟ أ: يعد المؤتمر بمثابة منصة أساسية لمناقشة إنشاء مرافق إعادة تدوير البلاستيك وتعزيز إمدادات مواد التعبئة والتغليف المعاد تدويرها في الفلبين.

س: كيف يؤثر قانون مسؤولية المنتج الممتدة على الشركات في الفلبين؟ أ: يتعين الآن على الشركات التي تمتلك أصولاً كبيرة إدارة النفايات البلاستيكية الناتجة عن منتجاتها، بهدف تعزيز الاقتصاد الدائري من خلال مبادرات جمع النفايات وإعادة التدوير.

س: لماذا يعد دمج القطاع غير الرسمي في إدارة النفايات أمرًا مهمًا؟ أ: يساعد إشراك القطاع غير الرسمي على تحسين كفاءة عمليات إعادة التدوير ويدعم جهود التخفيف من حدة الفقر من خلال توفير فرص عمل رسمية في مجال إدارة النفايات.

arArabic